مقالات جديدة
المزيد من مقالات (المقالات خاص)
مقالات جديدة
مقالات مختلفة
اسباب الحروب الصليبية ونتائجها
  تعليم الاسلام
  October 28, 2017
  0

- العوامل التي مهّدت لطمع الصليبيين بالمسلمين

 

تواطأت الدول النصرانية كلُّها على الإسلام والمسلمين منذ بيَّتَت المكيدة ، ودبرت الخطة ، وأعدت العدة للحروب الصليبية ، ثم قامت فعلاً بهذه الحروب ، وقدمت لها حشوداً كبيرة من رجالها ، وأموالها ، وأعتدتها ، وواتتها فرصة العمل ، لأن المسلمين قد أمسَوا في واقع من التخلف والتفرق ومجافاة الإسلام لا يُحسدون عليه ، بل يرثى لحالهم فيه .

 

فالإسلام في مفاهيمه الصحيحة قد كان بينه وبين تطبيقات المسلمين العملية مسافة المخالفة والمعصية والإثم ، وكان بينه وبين تصور جمهور المسلمين له خلاف في كثير من الأمور . وكانت الحكومات الإسلامية في مختلف الأمصار متنازعة متنافرة ، قد أوهنتها عوامل العداء والطمع والأثرة وحب الذات . وكانت الشعوب الإسلامية قد نالت من كيانها عوامل حب الدنيا ، والانغماس في الشهوات ، والإخلاد إلى الأرض ، وحطمت من قواها عدة عوامل ، منها البخل بالأموال وبالأنفس ، وفقد الثقة بالنفس ، وضعف اليقين بالله والاعتماد عليه ، وهذا هو المرض الذي يصيب كل أمة ذات مجد رفيع ، متى بدأت عجلات مركبة المجد فيها تنحدر إلى ما دون القمة ، بسبب الغرور بمظاهر القوة وتراث المجد ، وبسبب الانغماس بالشهوات ، والاستغراق في مفاتن الحياة الدنيا من مال وجاه ، وبسبب التنازع والتفرق والغفلة عن مكامن الخطر ، وإهمال ما يجب عليها من الصيانة المستمرة لكل قواعد مجدها ،وأسس عزتها ، سواء أكانت فكرية أم نفسية أم خلقية أم سياسية ، وسواء أكانت فردية أم اجتماعية .

 

وكان هذا الواقع في المسلمين المباين لتعاليم الإسلام من أبرز الأسباب التي مكنت عدوها من أن يجد لنفسه ثغرات في صفوف المسلمين ، ينفذ منها إلى نواصي قوتهم ، فيعمل على توهينها ، وتجزئتها ، وتبديد ما يستطيع منها ؛ بكل وسيلة من وسائل القوة والبأس ، أو الخديعة والمكر .

 

ولدى البحث والتأمل نلاحظ أن نفوسهم التي بين جنوبهم قد كانت أول عدوٍّ داخلي لهم مكن لعدوّهم من خارج الحدود أن يدخل إليهم ، ويقاتلهم في مرابعهم وأمصارهم ، ثم يستولي عليهم ، ويستعمر لنفسه بلادهم .

 

إن العدو من شأنه أن يمكر ويبيت كل سوء ، ولكن الذي يمكن عدوه من نفسه أشد عداوة لنفسه من عدوه ، لأنه يفعل في نفسه ما لا يفعله أحدٌ به ، وذلك بسبب غفلته ، أو شهوته أو سوء تفكيره وتقديره وتدبيره أو سوء تصرفه وسوء عمله .

 

تلخيص العوامل:
1- بعد المسلمين عن تطبيق الإسلام تطبيقاً صحيحاً .
2- بعد جمهور المسلمين عن فهم الإسلام فهماً سليماً .
3- تنازع حكام وأمراء المسلمين ، وتقاتلهم من أجل السلطة .
4- تعلق جماهير المسلمين بحبّ الدنيا ، والانغماس في الشهوات ، واتباع الهوى .
5- البخل بالأموال والأنفس ، وكراهية الموت .
6- ضعف اليقين بالله ، وفقد الثقة بالنفس .


أجْنِحَةُ المَكْرِ الثَّلَاثةْ وَخوافيهَا ـ التبشير - الاستِشراق – الاستِعمار/ المؤلف: عبد الرحمن حسن حبنّكة الميداني