مقالات جديدة
مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
  تعليم الاسلام
  October 19, 2017
  0

موقع تعليم الاسلام


صلى الله عليه وسلم مُحمَّدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبيبه وصفيه وخيرته من خلقه، وأفضل الأولين والآخرين، أبو القاسم بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الذي قيل فيه:


وكم أبٍ قد عَلا بابنٍ ذُرَى شرَفٍ ... كما عَلاَ برَسولِ الله عَدْنانُ


هذا هو المتفق على صحته. ومن هنا إلى آدم عليه الصلاة والسلام مختلف فيه، ومذكور في كتب السيرة المطولة، فمن أراد الوقوف عليه فليراجعها.


ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، في شهر ربيع الأول من عام الفيل، قيل: ثانيه، وقيل: ثالثه، وقيل ثاني عشره، وقيل غير ذلك.


يَوْمٌ أضاء به الزمانُ وفتَّحتْ ... فيه الهدَايةُ زَهْرةَ الآمالِ


ومات أبوه وله من العمر ثمانيةٌ وعشرون شهراً، وقيل شهران، وقيل: سبع، وقيل: وهو حَمْل، وكفله جَدُّه عبد المطلب، ثم توفي عبد المطلب وله صلى الله عليه وسلم من العمر إذ ذاك ثمان سنين وشهران وعشرة أيام، فكفله عمُّه أَبو طالب.


وماتت أمه آمنة، وهو ابن أربع سنين، وقيل: ست.


وأرضعته حَليمة السعدية، وثويبة الأسلمية، وحضنته أم أيمن.


ولما بلغ اثنتي عشرة سنة وشهرين وعشرة أيام، خرج مع عمِّه أَبي طالب إلى الشام، فلما بلغ بُصرى رآه بحيرى الراهب، فعرفه، بصفته، فجاءهُ وأخذ بيده، وقال: هذا رسول ربِّ العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين، إنكم حين أقبلتم من العقبة لم يبق حجرٌ ولا شجر إلا خَرَّ ساجداً، ولا يسجد إلا لنبي، وإنا نجده في كُتبنا.


وقال لأبي طالب: لئن قدمت به إلى الشام لتقتله اليهود. فرده خوفاً عليه منهم.


ثم خرج مرة ثانية إلى الشام، مع ميسرة غلام خديجة بنت خويلد، في تجارة لها قبل أن يتزوجها، فلما قدم الشام، نزل تحت ظل شجرة قريباً من صومعة راهب، فقال الراهب: ما نزل تحت ظل هذه الشجرة إلا نبي.


وكان ميسرة يقول: إذا كان الهاجرة، واشتد الحر، نزل ملكان يُظلانه.


ولما رجع من سفره تزوج خديجة بنت خويلد، وعمره خمس وعشرون سنة وشهران وعشرة أيام، وقيل غير ذلك.


ولما بَلغ خمساً وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة، ووضع الحجر الأسود بيده.


ونشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه، وقد طهره الله تعالى من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلُق جميل، حتى لم يكن يُعرف من بينهم إلا بالأمين؛ لما رأوه من أمانته، وصدق لسانه، وطهارته.


ولما بلغ أربعين سنة ويماً بعثه الله بشيراً ونذيراً، وأتاه جبريل عليه السلام بغار حراء، فقال: اقرأ.


فقال: ما أنا بقارئ.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ.


فقلت: ما أنا بقارئ.


فقال في الثالثة: (اقْرَأ باسْمِ رَبِّكَ الذِي خَلَقَ) إلى قوله تعالى: (عَلّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).


وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي، الرؤيا الصادقة في النوم، وكان لا يرى رُؤيا إلا جاءت مثل فلق الصُبح، وحُبِّب إليه الخَلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع لخديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحقُّ. رواه البخاري ومسلم.

 

وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي، الرؤيا الصادقة في النوم، وكان لا يرى رُؤيا إلا جاءت مثل فلق الصُبح، وحُبِّب إليه الخَلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع لخديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحقُّ. رواه البخاري ومسلم.

 

 

مبدأ النبوة 


وكان مبدأ النبوة فيما ذُكر يوم الاثنين ثامن شهر ربيع الأول.


ثم حصره أهل مكة هو وأهل بيته في الشعب ثلاث سنين، ثم خرج من الشعب وله تسع وأربعون سنة.


وبعد ذلك بثمانية أشهر وأحد وعشرين يوماً، مات عمُّه أبُو طالب.


وماتت خديجة، رضي الله تعالى عنها بعد أبي طالب بثلاثة أيام.


وكانت أول من آمن بما جاء به، ثم آمن أبو بكر، ثمّ علي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وبلال رضي الله تعالى عنهم، ثم بعد هؤلاء عمرو بن عبسة السلمي، وخالد بن سعيد ابن العاص، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وطلحة بن عُبيد الله ابن عثمان، ثم كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه تمام الأربعين إسلاماً. ذكر ذلك ابنُ حَزْم في " مختصر السيرة " .


ولما بلغ خمسين سنة وثلاثة أشهر قدِم عليه جِنُّ نصيبين فأسلموا.

 

الاسري والمعراج


ولما بلغ 'حدى وخمسين سنة وتسعة أشهر، أسري به إلى بيت المقدس.


روى البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أُسري به، قال: " بينما أنا في الحطيم " - وربما قال: " في الحجر مضطجع " - ومنهم من قال: " بين النائم واليقظان " ، " إذ أتاني آت " ، قال: فَسمعته يقول: " فشق ما بين هذه إلى هذه " . فقيل للجارود: ما يَعنى به؟ قال: من ثغرة نحره إلى شِعرته. وسمعته يقول: من قصه إلى شِعرته. " فاستخرج قلبي ثم أُتيت بطشت من ذهب مملوءة إيماناً، فغسل قلبي ثم حُشي، ثم دُعي بدابة دون البغل وفوق الحمار " فقال له الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ فقال أنس: نعم، يضع خطوة عند أقصى طرفه " فحملت عليه، فانطلق بي جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به، فنعم المجيء جاء " الحديث بطوله. ورأى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ورأى من آيات ربه الكبرى، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، وأوحى إليه ما أوحى، وفرضت الصلاة تلك الليلة، ولما أصبح قص على قريش ما رأى.


وروى البخاري، ومسلم، والترمذي عن جابر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " لما كذبني قريش قُمت إلى الحجر الأسود، فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أُخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه " .


وقد اختلف الناس في كيفية الإسراء، فالأكثرون من طوائف المسلمين متفقون على أنه بجسده صلى الله عليه وسلم، والأقلون قالوا بروحه.
حكى الطبري في " تفسيره " عن حذيفة، أنه قال: كل ذلك رؤيا. وحكى هذا القول أيضاً عن عائشة، وعن معاوية رضي الله تعالى عنهما.
ومنهم من قال بجسده إلى بيت المقدس، ومن هناك إلى السموات السبع بروحه.


قال الصلاح الصفدي، بعد أن نقل ما ذكرناه من الأقوال، قلت: والصحيح الأول؛ لأنه قد صح أن قريشاً كذبته، ولو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت رُؤيا، لما كُذِّب، ولا أنكر ذلك على غيره، فضلاً عنه؛ لأن آحاد الناس يرون في منامهم أنهم ارتقوا إلى السموات. وما ذلك ببدع.
قال: أنشدني لنفسه الشيخ الإمام شهاب الدين أبو الثناء محمود بن سلمان بن فهد الحلبي الكاتب رحمه الله تعالى قراءة منى عليه، من جملة قصيدة طويلة، من جُملة مُجلدة فيها مدح النبي صلى الله عليه وسلم:


أُسْرى إلى الأقْصَى بجسمِكَ يَقْظةً ... لا في المنام فَيقبلُ التَّأويلاَ
إذ أنْكرتْه قريشُ قبل ولم تكنْ ... لِترَى المَهُولَ من المنامِ مَهُولا


ولما بلغ صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وخمسين سنة هاجر إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ومولى أبي بكر عامر بن فُهيرة، ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي.


قال الحافظ عبد الغني، وغيره: وهو كافر، ولم نعرف له إسلاماً.

 

 

بأبي أنت وأمي يا رسول الله،


بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لئن كان عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، أعطاه الله تعالى إحياء الموتى، فما ذلك بأعجب من الشاة المسمومة حين كلمتك وهي مشوية، فقالت: لا تأكلني؛ فإني مسمومة.


بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد دعا نوح على قومه، فقال: (رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرضِ مِنَ الكَافِرينَ دَيَّارا)، ولو دَعوت علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا، فلقد وطئ ظهرك، وأدمي وجهك، وكسرت رباعيتك، فأبيت أن تقول إلا خيراً، فقلت: " الَّلهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمي فَإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ " .


بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد اتبعك في قلة سنك، وقصر عمرك، ما لم يتبع نُوحاً في كبر سنه، وطول عمره، فلقد آمن بك الكثير وما آمن معه إلا القليل.


بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لو لم تجلس إلا كفواً ما جالستنا، ولو لم تنكح إلا كفواً ما آكلتنا، لَبست الصوف، وركبت الحمار، ووضعت طعامك بالأرض، ولعقت أصابعك تواضعاً منك صلى الله عليك وسلم.

 

الطبقات السنية في تراجم الحنفية / تقي الدين بن عبد القادر التميمي الداري الغزي